فرض الثلاثي الثاني
أيُّها الإنسان ، أنت الإنسانيّـة بك أملها ، أنت ألِفها وياؤها ، منك تتفجَّر ينابيعها ، وإليـك تجري وفيك تصبّ . أنت حاكمها ومحكومها ، وظالمها و مظلومهـا ، وهادمها و مهدومها . أنت صالبُهـا و مصلوبها ، و ضعيفها و قويّها ، وظاهرها وخفيُّهـا. أنت جلادها و مجلودها ، و رفيعها و خسيسها ، وملاكها وإبليسها .
أنت ابن كلّ أب وأمٍّ ، و أبو كلِّ أخ وأختٍ .
وأنا ـ كائناً من كنت ـ لا مهـرب لي منك ، ولا لـك منّي ، أنا وأنت كلانا الإنسانيَّـة بأسرها ، لولا الذين سبقونا ( لما كنّا ) ، ولولانا لما كان في رحم الزمان إنسان .
أفي قلـب جارك سعـادةٌ ؟ ألا فاغتبـط بسعادتـه ، لأن في نسيجها خيطـاً من نسيج روحـك .
أفي قلب جارك حرقـةٌ ؟ فلْيحتـرقُ قلبك بها ، لأنَّ في ثمارها شرارةً من موقد بغضك وإهمالك .
أفي عين جـارك دمعةٌ ؟ فلْتدمـعْ بها عينـك ، لأنّ فيهـا ذرّةً من ملح قساوتـك .
أعلى وجه جارك بَسْمةٌ ؟ فليبتسم لها وجهك ، لأنَّ في حلاوتها شعاعاً من نور محبَّتـك .
أمـسِ رأيتـك تُحصي أرباحـك ، وترتِّـب نفسك معجبـاً بدهائـك وما سمعْتُـك تقـول : "هذا ما أكسبني الناس" واليوم رأيتـك تحسب خسارتـك ، لاعناً دهاء غيرك ، وسمعتـك تقول : "هذا ما سلبنـي إياه النـاس" أفـلا تخجـل من أن تكـون في الحيـاة شريكـاً ومُضارباً معـاً أنت الإنسانيـة بكاملها ، عرفـت ذلك أم جهلتـه ، وأنا صورتُـك ومثالُـك .
- ميخائيــل نعيمــــة –
الأسئلة
البناء الفكري:(12 نقطة )
1. ما الحقيقة الرّاسخة التي يؤكِّدها الكاتب ؟
2. اِستخرج من النّص بعض الصِّفات التي يراها الكاتب في الإنسان.
3. في نهاية النّص تعارض بين فكرتين .أوضحه و أبدِ رأيك فيه بإيجاز.
4. اِقترح عنواناً مناسباً للنّص. و علِّل اقتراحك.
5. عيِّن نوع النّص و أكِّد إجابتك بثلاث سمات متوافرة فيه مقرونة بالشّواهد.
البناء اللّغوي:(08 نقاط )
1. أعرب ما تحته خطّ إعراب إفرادِ و ما بين قوسين إعراب جمل.
2. في النّص ظاهرة التّضاد. ما دلالتها ؟ مثِّل.
3. اِستعان الكاتب ببعض أدوات التّوكيد و أساليبه. ما أثرها على تركيبة النّص ؟
4. أسلوب الخطاب طاغٍ في النّص. علِّل ممثِّلاً بشواهد.
5. اِشرح الصّورة البيانيّة في قوله" من موقد بغضك" مبيِّناً نوعها و أثرها في المعنى.
6. جسّد الكاتب بعض مبادئ الرّابطة القلمية. وضِّح على ضوء أمثلة من النّص.